G-NVZV50PPKP كيف تستعد لجلسة العلاج النفسي الأولى؟ خطوات بسيطة لتجربة أكثر راحة وثقة

كيف تستعد لجلسة العلاج النفسي الأولى؟ خطوات بسيطة لتجربة أكثر راحة وثقة


 

الجلسة الأولى من العلاج النفسي تشبه إلى حدٍ ما لقاء شخصٍ جديد ستشاركه أعمق أجزاء نفسك.
قد تشعر قبلها بمزيج من الفضول والتوتر، وربما بشيء من الخوف: “هل سيفهمني؟ هل سيحكم عليّ؟ ماذا لو لم أعرف ماذا أقول؟
كل هذه الأسئلة طبيعية جدًا. بل إن أغلب من يبدأون العلاج للمرة الأولى يمرون بها.

الحقيقة أن الجلسة الأولى لا تهدف إلى “تحليل شخصيتك” أو “كشف كل مشكلاتك” كما يتخيل البعض، بل هي مساحة آمنة للتعرّف المتبادل بينك وبين المعالج، ووضع أساس مريح لعلاقة علاجية تُبنى على الصدق والثقة والاحترام.

في هذا المقال، سنسير معك خطوة بخطوة لتتعرف على ما يحدث في الجلسة الأولى، وكيف يمكنك أن تستفيد منها بأقصى شكل ممكن دون قلق أو ارتباك.

 

ما ستجده في المقال


1.    حدد أهدافك من العلاج
2.    تعرّف على طبيعة الجلسة الأولى
3.    ضع توقعات واقعية
4.    لا تخف من الحكم أو التقييم
5.    أهمية الصدق والانفتاح
6.    اختر توقيتًا ومكانًا مريحين
7.    الجلسات الافتراضية: نصائح للخصوصية والراحة

حدد أهدافك من العلاج

قبل الذهاب إلى الجلسة الأولى، حاول أن تسأل نفسك بهدوء: ما الذي يدفعني إلى العلاج الآن؟ هل هناك مشكلة محددة تؤرقني؟ هل أبحث عن فهم أعمق لذاتي؟ أم أنني فقط أشعر بأنني لست على ما يرام وأريد أن أعرف السبب؟

ليست هناك إجابة “صحيحة” أو “خاطئة” — الهدف فقط أن تصل إلى وعي مبدئي بما تبحث عنه.
ربما تقول: “أريد أن أتوقف عن القلق طوال الوقت”، أو “أشعر أن طفولتي أثرت عليّ أكثر مما كنت أظن.”
إن قلقك المستمر يمكن أن يكون مرتبطاً بأحد أنماط القلق التي يتم التعامل معها في العلاج اقرأ المزيد في مقال اضطرابالقلق الاجتماعى فهم أعمق وخطوات للتعامل بثقة وهدوء
 كل ما تحتاجه هو صدق النية في الفهم، فالمعالج سيساعدك على صياغة الأهداف بوضوح مع مرور الوقت

تعرّف على طبيعة الجلسة الأولى

عادة ما تستمر الجلسة الأولى بين 45 إلى 50 دقيقة، يبدأها المعالج بأسئلة بسيطة تساعده على فهمك بشكل عام، مثل:
ما الذي أتى بك إلى هنا اليوم؟” أو “هل سبق أن خضعت لجلسات علاجية من قبل؟

ستتحدث عن مشاعرك، تجاربك الأخيرة، علاقاتك، وربما ماضيك العائلي إذا كان له علاقة بما تمر به الآن.
قد يسألك المعالج أيضًا عن نمط نومك، شهيتك، أو مستوى طاقتك اليومية، فهذه التفاصيل تساعده على رؤية الصورة كاملة.

في البداية، قد تشعر بأن الحديث غير منظم أو أنك تتنقل بين مواضيع كثيرة، وهذا طبيعي. فالجلسة الأولى ليست لتقديم حلول، بل لبناء خريطة لما تمر به.
قد يُدوّن المعالج ملاحظات أثناء حديثك، وقد يشرح لك حدود السرية القانونية: متى تكون المعلومات خاصة تمامًا، ومتى يلزم الإفصاح عنها (كما في حالات الخطر أو الإساءة).
كل هذا من أجل أن تشعر بالأمان وتفهم كيف تسير العملية العلاجية

ضع توقعات واقعية

من المهم أن تدخل الجلسة الأولى بتوقعات واقعية. لن تخرج منها “بخطة سحرية” أو “حل فوري”. العلاج النفسي ليس مسكنًا، بل رحلة من الفهم والتغيير التدريجي.

الهدف من اللقاء الأول هو بناء الثقة بينك وبين المعالج، وتحديد أولويات العلاج.
إن شعرت بعد الجلسة بأن المعالج كان منصتًا، متفهمًا، وغير حَكَمِي، فهذه علامة رائعة على أنك في المسار الصحيح.

تذكّر أن بعض المدارس العلاجية مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) تعتمد على حوار عملي وتمارين بين الجلسات، بينما أخرى مثل العلاج التحليلي تركّز أكثر على الحديث الحر وفهم اللاوعي.
لذلك لا تتردد في سؤال المعالج عن أسلوبه ومدة العلاج المتوقعة، فهذا جزء طبيعي من علاقتكما . 
قد يكون الدافع الأولي للعلاج هو محاولة التعامل مع الندم على قرار مصيري تعرف على هذا الشعور في مقال لماذا يندم البعض بعد الطلاق؟ الأسباب النفسية وكيفية التعامل معها بوعي

لا تخف من الحكم أو التقييم

الكثيرون يخشون أن يتم “تشخيصهم” أو “الحكم عليهم” بناءً على أفكارهم. قد تبدأ الجلسة بجملة مثل: “قد تظن أنني مجنون...” أو “لا أعرف إن كان ما أشعر به طبيعيًا.”
لكن الحقيقة أن المعالج لا يبحث عن الخطأ فيك، بل عن المعنى وراء ما تمر به 

الخوف من الحكم، أو القلق من الكشف عن سلوكيات معينة، هو حاجز عليك محاولة كسره راجع أسباب هذا السلوك في مقال لماذايؤذى البعض أنفسهم؟ فهم إيذاء النفس وأسبابه النفسية

هو لا يُقيّمك كشخص، بل يساعدك على اكتشاف الأنماط التي قد تعيقك عن الراحة أو التوازن.
إذا شعرت في أي لحظة أن أسلوب المعالج غير مريح، يمكنك أن تعبّر عن ذلك أو تبحث عن شخص آخر — فالعلاقة العلاجية يجب أن تقوم على الثقة، لا الخوف

الصدق والانفتاح: مفتاح الفائدة

كلما كنت صادقًا في حديثك، كلما استطاع المعالج مساعدتك بشكل أعمق.
لا تقلق إذا شعرت بالتردد في البداية، أو احتجت إلى وقت لتتكلم عن أمور حساسة — فالمعالج مدرّب على احترام حدودك النفسية.
الصدق أهم من البلاغة في العلاج، تماماً كما هو الحال في أي تواصل فعال اقرأ عن أهمية الصدق في مقال بعض أسرار الحبالدائم كيف تحافظ على علاقة قوية مدى الحياة
 لكن حاول أن تكون حاضرًا بمشاعرك بقدر ما تستطيع، حتى لو لم تجد الكلمات الدقيقة. يمكنك أن تقول ببساطة: “لا أعرف كيف أشرح هذا، لكنه يؤلمني.”
ففي العلاج، الصدق أهم من البلاغة

اختر توقيتًا ومكانًا مريحين

قبل الجلسة، حاول أن تمنح نفسك مساحة ذهنية هادئة.
إذا أمكن، اختر موعدًا لا يسبق أو يلي مباشرة التزامات مجهدة، حتى لا تشعر بالاستعجال أو التشتيت.
بعد الجلسة، قد تكون مشاعرك نشطة أو مضطربة قليلًا، لذلك من المفيد أن تترك لنفسك وقتًا قصيرًا للاسترخاء أو المشي قبل العودة إلى يومك

نصائح للجلسات الافتراضية

إذا كانت جلستك عبر الإنترنت، تأكد من اختيار مكان خاص وهادئ بعيد عن المقاطعات.
احرص على اتصال إنترنت مستقر، وأخبر من حولك أنك بحاجة إلى بعض الخصوصية.
استخدم سماعات رأس إن أمكن، ليس فقط لحماية الخصوصية، بل لتشعر بالقرب من المعالج صوتيًا.
ضع كوب ماء بجانبك، وأغلق إشعارات هاتفك حتى لا ينقطع تركيزك أثناء الحديث
 

في النهاية

الذهاب إلى جلسة العلاج الأولى لا يعني أنك “ضعيف” أو “مكسور”، بل أنك شجاع بما يكفي لمواجهة نفسك بصدق.
قد تكون البداية مربكة، لكنك ستكتشف مع الوقت أن العلاج ليس فقط مساحة للتنفيس، بل رحلة وعي وتغيير تمنحك أدوات لفهم نفسك وإعادة ترتيب حياتك الداخلية.

اسمح لنفسك أن تكون مترددًا في البداية — فهذا طبيعي — ولكن استمر.
فكل جلسة تفتح نافذة صغيرة نحو فهمٍ أكبر، وراحة أعمق، وسلامٍ أكثر ثباتًا 

إذا كنت تشعر أن اكتئاباً يسيطر عليك، فالعلاج هو الخطوة الأولى لمزيد من الفهم، راجع الفرق بين الحزن والاكتئابكيف تميز بينهما وتتعامل مع كل حالة

وفي معالج نفساني دوت كوم، يمكنك حجز جلستك الأولى مع الدكتور طارق عبد السلام في بيئة آمنة وهادئة، تساعدك على استكشاف ذاتك دون خوف أو حُكم.

احجز جلستك الآن، وابدأ رحلتك نحو فهمٍ أعمق وراحةٍ حقيقية لنفسك.

المراجع

https://www.choosingtherapy.com/prepare-for-first-therapy-session/

إرسال تعليق

0 تعليقات

هل تحتاج إلى مساعدة أو دعم نفسي؟